«رجل الإنسانية».. والمهمة الصعبة
من أصعب المهام على المفكر والمؤلف الكتابة عن شخصية يجلها ويحبها، وتمثل القدوة والنموذج، بتجرد وموضوعية دون أن تجرفه العواطف، فمقام قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وشخصيته الرؤيوية الآسرة، أكبر وأشمل من أن تُجمع في كتاب واحد، لعبقريته وتعدد مناقبه وإسهاماته وأدواره وعطاءاته في الميادين كافة، إلا أن معالي الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، خاض المهمة الصعبة بحيادية وموضوعية، والتزام القواعد البحثية والعلمية، أثناء تأليفه أحدث إصداراته عن شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، في كتاب وصف بالاستراتيجي المهم. و«الإصدار الأهم في حياته البحثية والفكرية على الإطلاق، وأهم كتاب في الأدبيات الإنسانية».
وقال المؤلف: «قد يتبادر إلى أذهان البعض أن معرفتي التي تجاوزت الثلاثين عاماً، تجعل كتابتي عن صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» مهمة سهلة، ولكن شخصية سموه من الثراء والعمق بحيث يصعب على أي كاتب، أو باحث، مهما تكن مهاراته في الكتابة، أن يعبّر بدقة عن جوانب التميز والتفرد والعبقرية فيها».
وفي حفل بهي أنيق في عاصمتنا الحبيبة، وبحضور كوكبة من رجال الفكر والقلم، احتفل معاليه بتوقيع كتاب «صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية».
احتفى أهل الفكر والقلم بالإصدار الجديد الزاخر بالمعلومات، ويركز على جوانب مختلفة لشخصية عظيمة تتميز بثراء وتنوع عطائها وإسهاماتها المتفردة وإنجازاتها المتعددة، ومنها تنويع موارد الاقتصاد الوطني وتبني القيم الإنسانية التي جعلت من الإمارات عاصمة للتسامح العالمي، إلى جانب الإضاءة على مشروع سموه في «التعليم الحديث القائم على الإبداع والابتكار وأحدث الوسائل التعليمية والتربوية الحديثة، دون إهمال القيم الأخلاقية، التي جعل منها سموه، حفظه الله، مادة دراسية، واعتبرها إحدى ضروريات تطوير التعليم في الدولة»، وهو المشروع الذي يقوم كذلك «على الوسطية الدينية والاعتدال الديني والتسامح وقبول الآخر»، والتصدي بحزم وقوة للجماعات الدينية السياسية، وكذلك مشروعه لتطوير القوات المسلحة وبناء صناعات دفاعية إماراتية في مجالات وميادين دقيقة ومتطورة. ولعل في مقدمة تلك المشاريع كلها مشروع سموه لتحديث الدولة وبناء الشخصية الوطنية الإماراتية.
الكتاب الذي يقع في 332 صفحة يمثل رحلة فكرية ماتعة، وإضافة متميزة راقية للمكتبة الإماراتية والتاريخ الوطني بما تحمل من تفاصيل ورسائل ومعان تعزّز الولاء والانتماء.