بعد أسبوعين من الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز، الذي خلف 3 قتيل، وشرد مئات الآلاف ودمر البنية التحتية في 6 أقاليم مغربية، طلع حزب العدالة والتنمية المغربي الإخواني، على مواطنيه بلغة لا تخلو من الشماتة، معتبراً أن الزلزال سببه "المعاصي" التي ارتكبها المغاربة.
وفاجأ الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران، المغاربة والمتابعين ببيان رسمي، نقلته وسائل الإعلام المغربية، قال فيه وفق موقع "هسبريس" أمس الإثنين: "هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي، ولكن بمعناها العام والسياسي، لأن السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية، وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي، وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها”.بعد مرور أسبوعين كاملين على الزلزال، خرج حزب العدالة والتنمية ببلاغ صادر عن الأمانة العامة يقول فيه: “يجب أن نرجع إلى الله؛ لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي، ولكن… pic.twitter.com/AzP7EH3xXr
— Hespress هسبريس (@hespress) September 25, 2023
وأثار البيان انتقادات واسعة في المغرب، بما في ذلك داخل الحزب الإخواني نفسه، إذ أعلن القيادي والوزير السابق في صفوف الحزب عبد القادر اعمارة استقالته من التنظيم، بسبب البيان، وتبعه القيادي الآخر في الحزب، عزيز أفتاتي، الذي انتقد زعيم الحزب، وقال لهسبريس: "اعتبار الزلزال غضباً من الله خطأ شائع في الثقافة الإسلامية، ويدخل في باب العقائدية والفكرية"، مشددا على أن هذه الأخطاء “لا ينبغي أن تتسرب لهذه الهيئات الإصلاحية”.
ومن جهته اعتبر المحلل السياسي المغربي عبد الرحيم العلام، فقال إن حزب الإخوان "وجد هذا الخطاب الديني التفسيري منتشراً داخل الأوساط الشعبية وداخل التفسيرات العفوية للمغاربة بعد فاجعة الزلزال، فاستلهمه ودبجه في البلاغ ذاته، ولو لم يكن هناك من يؤمن بذات الخطاب لما فكر في وضعه ضمن النقاط التي تحدث عنها"، وأضاف "الحزب يحاول فقط أن يعزف على النغم الشعبي".