الثبات: حسان الحسن-
بعد تعثر الحراك الفرنسي في إيجاد حلٍ لأزمة الشغور الرئاسي المستعصية في لبنان، تتجه الأنظار اليوم الى الحراك القطري، وتعلق بعض الآمال عليه، علّه يحقق خرقًا في جدار هذه الأزمة، على اعتبار أن لقطر تجربةٍ سابقةٍ ناجحةٍ في رعاية "تسوية الدوحة" في أيار من العام 2008، التي أفضت إلى إنهاء الفراغ الرئاسي، إثر انتهاء ولاية الرئيس العماد إميل لحود في تشرين الثاني من العام 2007، بعد التوافق على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية، وتأليف "حكومة جامعة" برئاسة فؤاد السنيورة، تمثل المكونات الممثلة في المجلس النيابي آنذاك.
كذلك تم التوصل في الدوحة إلى توافق النواب اللبنانيين على إجراء الانتخابات النيابية في العام 2009، وفقًا لقانون العام 1960، بجهودٍ من التيار الوطني الحر في حينه.
بناءً على ما تقدم، تعتبر أوساط سياسية متابعة أن الوسيط القطري مؤهل لتأدية دورٍ فاعلٍ، يعوّل عليه في إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
وتلفت إلى أن الدعم الدولي والعربي للمهمة القطرية في لبنان، ومروحة العلاقات والاتصالات القطرية مع الدول الإقليمية المؤثرة في المنطقة، خصوصًا إيران والسعودية، حتمًا سيسهم ذلك في تعزيز الدور القطري في لبنان، ويرفع منسوب فرص نجاح الدور المذكور، برأي المصادر.
وتعتبر أن الإمكانات المالية الكبيرة لقطر، ودعمها المالي للأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية، وإمكان زيادة هذا الدعم، في حال تجاوب الأفرقاء السياسيين اللبنانيين مع الوسيط القطري، بالتالي إنجاح مهمته، فان ذلك قد يعزز الثقة أيضًا في الحراك القطري في بيروت، ويدفع إلى تعليق الآمال على هذا الدور، أكثر من الدور الفرنسي، "فليس لديه حوافز النجاح التي تحظى بها الدوحة"، تختم المصادر.
وتعقيبًا على ما ورد آنفًا، يؤكد مرجع سياسي قريب من محور المقاومة، أن لدى بعض وسائل الإعلام اللبنانية ومن يقف خلفها، مغالاة في تقدير الدور القطري على خط أزمة الرئاسة اللبنانية، معتبرًا أن لا يجوز مقارنة المرحلة الراهنة مع حقبة تفاهم "سين سين" أي (سورية والسعودية) ما بين الأعوام 2008 وبداية العام 2011، أي قبل اندلاع الحرب الكونية على سورية ومحور المقاومة، وانخراط قطر في هذه الحرب بكل ما أوتيت من قدراتٍ ماليةٍ، لشراء الذمم والعمائم المأجورة ودعم التكفيريين وما إلى ذلك، في محاولاتٍ فاشلةٍ لإسقاط الدولة السورية.
غير أن الدور القطري في سورية، لم يؤدي في نهاية المطاف إلا إلى إراقة دم الشعب السوري، وتمزيق النسيج الاجتماعي لهذا الشعب، لذا لا يعوّل على هذا الدور في تأمين وصول رئيسٍ جديدٍ للجمهورية اللبنانية، لا يطعن المقاومة بالظهر، رغم علاقة الدوحة بطهران، واتصالات الأولى بالرياض، يختم المرجع.
وعن "الدعم السعودي" للحراك القطري، يعتبر مرجع نيابي "أننا لا نزال في المربع الأول، ولا تزال الأفرقاء المؤثرة في الاستحقاق الرئاسي متمسكةً بشروطها. لذا لا يتوقع المرجع إمكان نضوح حلٍ مرتجى لأزمة الفراغ الرئاسي، مستشهدًا بقول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان خلال لقائه المرجع المذكور في الأيام الفائتة: "خلونا نرجع للمربع صفر"، يختم المرجع.