أشار النائب جبران باسيل خلال عشاء زحلة بعد جولة اليوم السبت فيها أن زحلة كانت "مينا البقاع وسوريا"، يعني مركز التجارة بين بيروت والشام والموصل وبغداد هنا تأسّست اول بلدية، وهنا تعمّرت اوّل سرايا، وهنا أنبتت اوّل سكة حديد. هذا الماضي... امّا اليوم، بزمن التكتلات الإقتصادية العالمية وتنافس الطرقات الاستراتيجية، يجب ان نفكّر ونقرّر دور جديد للبنان، ويكون موقع زحلة اساسي فيه وقيمة مضافة لهذا الدور"، مضيفًا:": زحلة بمقوّماتها البشرية والجغرافية، لازم وقادرة تكون مركز استقطاب اقتصادي وتجاري وسياحي، بس هالشي ما بيتحقّق بالتمني وبالحكي الحلو بل بالشغل والتعب."
وأشار باسيل خلال كلمته إلى أن "الصندوق الائتماني الذي طارحناه وكتبنا مسوّدة قانونه، هدفه توفير الإمكانات المالية والإدارية للبنى التحتية وللمشاريع الكبرى، مثل سكّة الحديد من بيروت لزحلة وصولاً للشام وبغداد وعمّان، ومن ضمن نفقها، يمرّ خط انابيب للغاز وللمياه، وبموازاته يمرّ الطريق الدولي لزحلة حتّى تكون الرابط بين المتوسط والعمق العربي."
وأضاف:" اللامركزية التي طارحناها بقانون والتي نتحاور حولها، هدفها أن تحقّق الانماء المناطقي، وتعطي العدالة لكلّ منطقة بحسب ميّزاتها وطبيعتها وقدرات ومقوّمات أهلها، وكلّ منطقة بلبنان لا ينقصها هذا الشيء، ويجب أن تأخذ حقّها."
وقال:" نحن نعلم التفاوت الضريبي الموجود بالبقاع. انا كنت وزير طاقة وأعلم كم أن زحلة ملتزمة اكثر من غيرها بدفع الكهرباء والمياه بفروقات شاسعة، لكن هذه الفروقات موجودة ضمن زحلة نفسها، ببلداتها وبأحيائها، وهذا ظلم وحرام الظلم بحق البعض. لكن بنفس الوقت، الدولة التي لا تؤمّن لشعبها بيئة اقتصادية سليمة وفرص عمل وخدمات فعليّة، لا تستطيع أن تفرض عليه ضريبة. وعندما تتأمّن الخدمة، واجب المواطن أن يدفع الضرائب والرسوم وواجب الدولة أن تنفقها بعدالة بين المناطق."
ولفت باسيل إلى أنه "لا يوجد منطقة ترفض القانون والعدالة، ولكن في نظام مركزي فاشل ما بيعمل عدالة ولا بيفرض قانون ولا بيحقّق انماء. السلطة مع هيك منظومة نتيجتها الانهيار يلّي شفناه. الأبشع انه وقع الانهيار وصرنا ناطرين صندوق النقد تينعمل اصلاحات وما عملناها، لأن في منظومة ما بدّها لا إصلاح ولا إنماء، بدّها تترك الناس عبيد لها، وبدّها تعطّل كلّ المشاريع المنتجة..." واستطرد:" نحنا تفكيرنا نعمل مشروع واكتر، بينما غيرنا همّه يوقّف لنا مشاريعنا. هيك صار بالكهرباء والسدود وتصويت المغتربين- هيك كمان هدف المنظومة برئاسة الجمهورية، مش يجيبوا الأحسن، هدفهم يجيبوا يلّي اكتر شي بينكينا وبيؤذينا! هيك البلد عم يندار."
أما عن انتخابات الرئاسة قال باسيل:" اليوم نجدّد الدعوة للتفاهم على انتخاب رئيس وتكوين السلطة، على اساس رؤية واضحة تحدّد الخيارات السياسية والاقتصادية والمالية مثل ما نحن قمنا بورقة الأولويات الرئاسية، ونتفاهم عليها مع البعض. نتحاور على اساس برنامج، نقنعهم باللازم ويقنعونا بالممكن، ونختار رئيس مواصفاته تتوافق مع البرنامج وهكذا بيسهل الاختيار وينحصر الخيار."
وأضاف:" كل يلّي ناطرين تتغيّر موازين القوى ليوصّلوا مرشّحهم بيكونوا واهمين، متل الرهان على ضربة لحزب الله او لإيران او سقوط الرئيس الأسد، او الرهان على تفاهم سوري-سعودي او سعودي-ايراني، وبالحالتين الفريقين معتبرين غلط انهم بيفرضوا قرارهم على البقية... هوي رئيس بإجماع كلّ اللبنانيين مش مضمون نجاحه، فكيف اذا اجا غصب عن نصف اللبنانيين؟"
وتساءل باسيل:" من يصدّق انّ مجلس نيابي منتخب ممنوع عليه، منه وفيه، أن يقوم بعمل اصلاحات لوقف الإنزلاق؟! مسؤوليّتنا نبني نموذج جديد بالإقتصاد والمال ونقوم باللامركزية وصندوق ائتماني، واعادة هيكلة المصارف وتوزيع الخسائر والتوازن المالي، وموازنة اصلاحية، ونؤمّن استعادة اموال منهوبة ومهرّبة، ونعمل بشفافية لكشف حسابات واملاك القائمين بخدمة عامة. اذا ما عملناهم ما في دولة ولا في نهوض ولا في استقرار، ولا في حدا رح يساعدنا؛ بالعكس ساعتها بيستعمرونا."
أما عن النزوح السوري فقد قال باسيل:" مسؤوليّتنا أن نتصدّى لخطر النزوح المهدّد لوجودنا، وللهجرة التي تخسّرنا شبابنا وتحوّلنا لمجتمع هرم! حكومتنا يجب أن تتواصل مع سوريا والعالم وتفرض العودة وليس أن تستجدي مساعدات بلا طعمة. ومسؤوليّتنا أن نتكلم عن المسؤولين السياسيين والامنيين المتقاعسين، يلّي عم يتفرّجوا على تدفّق النازحين."