الوطن السورية: قويت قبضة العشائر العربية بريف دير الزور الشرقي بتنظيم صفوفهم، واستردوا زمام المبادرة من يد ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من الإدارة الأميركية خلال المواجهات التي دارت معها وشملت جميع قرى وبلدات الريف الشرقي قبل أن تمتد إلى ريف المحافظة الشمالي بعد يوم من انطلاقتها أول من أمس في بلدة ذيبان.
وأكدت مصادر محلية في ريف دير الزور الشرقي أن المعركة التي تخوضها قوات العشائر العربية في قرى وبلدات الريف تتسم راهناً بالكر والفر على مبدأ «اضرب واهرب»، وليس بهدف الاستحواذ على الأرض، الأمر الذي كبد «قسد» خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.
وقدرت المصادر لـ«الوطن» قتلى «قسد» خلال المواجهات التي سيطرت خلالها قوات العشائر على بلدتي ذيبان والطيانة، وحدهما فقط، بأكثر من ١٠ قتلى، نعت الميليشيات ٣ منهم، وثلاثة أضعافهم من الجرحى، عدا أعداد الأسرى واغتنام عتاد عسكري وحرق أكثر من ٢٠ آلية عسكرية كانت بحوزة «قسد».
وبينت المصادر أن رص صفوف قوات العشائر العربية واتباعها خططاً عسكرية قلل من الخسائر البشرية في صفوفها، وأدى إلى كسر هيبة «قسد»، على الرغم من استقدام الميليشيات أرتالاً عسكرية عدة من مناطق هيمنتها في الشدادي بالحسكة وحقلي العمر وكونيكو، حيث تحمي القواعد العسكرية الأميركية غير الشرعية شرقي دير الزور.
وذكرت المصادر أن الانتفاضة الثانية لأبناء قبيلة «العكيدات» في بلدة ذيبان بقيادة شيخها إبراهيم الهفل وتلقين مسلحي «قسد» درساً كبيراً في فنون القتال، رفعت من معنويات باقي القبائل العربية في المنطقة، التي يغلب المكون العربي على تركيبتها السكانية، إذ أعلنت قبيلة «البكارة» في بيان لها أمس انضمام مقاتليها إلى أبناء عمومتهم «العكيدات».
على الأرض، قالت مصادر عشائرية في ريف دير الزور الشرقي لـ«الوطن» إن «قسد» اعتمدت على سلاح الطائرات المسيرة في ضرب أهداف مدنية داخل القرى والبلدات التي ثارت ضدها، وارتفع أعداد القتلى المدنيين في ذيبان أمس إلى ٩ قتلى بهجمات «الدرون».
وأشارت إلى أن هجمات قوات العشائر العربية تصاعدت أمس ضد مواقع وحواجز «قسد»، وتركزت على بلدات الشحيل وغرانبج وجديد بكارة وأبو حردوب وابريهة وجبل البصيرة، إلى جانب بلدات درنج والشنان وسويدان، حيث فرضت الميليشيا حظر تجول في البلدات الثلاث الأخيرة وأجبرت السكان على إغلاق المحال التجارية بالقوة بعد حملات تمشيط اعتقلت خلالها أكثر من ٢٠ شخصاً منها بذريعة مناصرة الحراك المسلح ضدها.
ولفتت المصادر إلى أن الميليشيات حولت الكثير من مدارس ريف دير الزور الشرقي إلى ثكنات عسكرية بعد طرد الطلاب والكوادر التعليمية منها، ما تسبب بوقف العملية التعليمية، كما في مدارس بلدة الجرذي وبلدة جديد عكيدات الني دارت فيها اشتباكات أمس مع قوات العشائر عند السكة وجسر الحديد.
المصادر أكدت أن الاشتباكات بين قوات العشائر العربية ومسلحي «قسد» امتدت إلى ريف دير الزور الشمالي، إثر مهاجمة الأولى بقذائف «آر بي جي» أحد حواجز الثانية في مفرق كوع ببلدة العزبة على طريق ناحية الصور، ما دفعها إلى استقدام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.
وذكر ناشطون أن قوات العشائر العربية وجهت نداء إلى أهالي ريف دير الزور الشرقي ممن يسكنون بالقرب من نقاط ومقرات «قسد» دعتهم إلى الابتعاد عن تلك المواقع العسكرية في هذه الفترة، «لأنه ستتم مهاجمتها»، كدليل على استمرار المواجهات مع الميليشيات حتى تحرير جميع القرى والبلدات الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية.