صدر عن مكتب شؤون الإعلام البيان التالي:
أقسم ثلاثون ضابطاً من المديرية العامة للأمن العام قبل ظهر اليوم اليمين القانونية أمام القاضي حبيب مزهر، في قصر العدل بيروت، بحضور العقيد الاداري جورج بو شعيا، المقدم الركن ربيع الحاج شحادة، الرائد الاداري جورج مفرج، الملازم أول علي العلي.
وبالمناسبة ألقى القاضي مزهر كلمة دعا فيها الضباط للعمل بكل قوة وإخلاص لأجل المؤسسة التي ينتمون إليها، حيث شدّد على أن العلاقة بين السلطة القضائية والسلطة التنفيذية الممثلة بالأمن العام هي علاقة وطيدة ومتواصلة ومتداخلة، حيث أن لا قيمة لأحكام القاضي إذا لم تنفّذ من خلال الضباط العدليين الذين هم على علاقة مباشرة بالمواطن، كما دعاهم لإظهار صورة الشفافية والنزاهة والمعاملة الحسنة في تطبيق القانون والأحكام القضائية.
ثم ألقى العقيد الإداري بو شعيا كلمة المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري والتي جاء فيها:
لقد كلّفني سعادة المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري ان أمثّلهُ في هذه المناسبة. بدايةً، اتمنى لكم بإسم المدير العام، ان يكونَ قسمُكم محطةً مفصليةً في حياتكم المهنية، وان تنتقلوا الى رحابِ الاداءِ الوظيفي المنتج والمكلّل بعالم القانون وان تعززوا قدراتِكُم المهنيةِ في سبيلِ المهمةِ التي عقدتم العزمَ عليها عندما تطوَّعتُم للانخراطِ في هذه المؤسسةِ العريقة، وان تكونوا في خدمةِ مواطنيكًم وكل مقيمٍ على الأراضي اللبنانية استناداً الى النظامِ ومندرجاته.
ايها الضباط العدليون،
ان يكونَ "قَسَمُكم بربِّكم، ووطنِكم، وشرفِكم"، فهذا يعني ان هذا القَسَم مُحصّن، ولا يعلو عليه شيء، ولا تطالهُ او تطالُكم ايةُ شائبةٍ.ان "تلتزموا بالطاعةِ القانونيةِ في ممارسةِ الخدمة"، فهذا يعني قمّةَ التفاني في أداءِ واجبِكم المهني الذي نذرتُم نفسَكم من اجله. ان "لا تنتهكوا حُرمةَ الشرف"، فهذا يعني اسمى القيمِ الاخلاقيةِ التي تصونُ عملَكم. ان "لا تستعملوا السلطةَ المعطاةَ لكُم الا في سبيلِ توطيدِ النظامِ وتنفيذِ القانون"، فهذا يعني انكم تُساهمونَ في تثبيتِ الركائزِ الاساسية التي تستندُ اليها الدولُ في بناءِ مؤسساتها وتطويرِ اداءِ موظفيها، واحقاقِ الحق للجميع، وضمانِ العدالةِ للمواطنين. فإن انتظمت حركةُ الحياةِ في اطارِها العادي، وقامت المؤسساتُ بأداءِ مهماتها استناداً الى صلاحياتها وادوارها، تتطوَّرُ البلادُ وتنتعشُ دورةُ الحياةِ الوطنية بكل وجوهِها السياسيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعية.
ايها الضباط العدليون،
انَّ قسمَ اليمين القانونية الذي اديتموهُ اليوم، هو وسامٌ على صدركُم، وجهازُ انذارٍ في عقلكم، وعقدٌ وعهدٌ في حياتكُم المهنية. العقد كي تسلكونَ طريقَ الصدق، والعهد كي تُكرسونَ قدراتكُم وكفاياتكُم في تطبيقِ القوانين وحمايةِ الحقوق، وصونِ انسانيةِ الانسان، والإبتعادِ ما استطعتم عن عاهةِ استعمالِ السلطةِ التي اعطيت لكم، الا في سبيلِ توطيدِ النظامِ وتنفيذِ القانون وتثبيتِ هيبةِ الدولة، وهي من مزايا عملِ المديرية العامة للامنِ العام وقيمِها ومبادئِها التي نشأ عليها اسلافُكم ولا يزالون، وكانت في صلبِ أهدافها.
ايها الضباط العدليون،
وصيتي لكم،
ان تكونوا على قدرِ وحجمِ ومضمونِ القسم الذي اديتموهُ، ان تتحلّوا بالشجاعةِ وقولِ كلمةِ الحقِ المحصنةِ بالقانون، ان لا تتخلّوا عن التواضعِ والاحترامِ في تعامُلِكم مع الناس، ان تقولوا "لا" حازمة في وجهِ التسلُّطِ والرشوةِ مهما كانت الكلفةُ عالية. ان تلتزموا بمفاهيمِ ثقافةِ التلاقي والاحترامِ والاستقرارِ والأمنِ والسلام.
لكُم مني اخيراً، بإسم اللواء المدير العام، كلَّ التمنياتِ بالنجاحِ في حياتِكُم المهنية، وليكُن الضميرُ المهني الحيّ رائداً يُرشدنا ويُرشدكم دائماً الى الأعلى.