منذ نشوء الدولة، ومنذ أن منّ الله عليها وعلى شعبها بالخير الوفير، فلم تنكفئ هذه الدولة على نفسها، ولم تحتفظ بهذا الخير لنفسها وتصد عن العالم، بل إن الخير عم البقاع والأصقاع، وأصبحت للإمارات اليد الممدودة كأنها أهداب الشمس والروح الشفافة، كأنها الغيمة الممطرة، والعقل المنفتح على العالم كأنه المدى، الأمر الذي جعل للإمارات اليوم فضيلة العطاء من غير منة ولا مصالح ذاتية، ولا أغراض للتدخل في شؤون الآخرين، وإنما عطاء الإمارات هو من أجل العطاء، عطاء من أجل كفكفة دموع المحتاجين، ودرء الحزن عن قلوب المعوزين، وحماية الإنسان في كل مكان من الفقر والجهل والمرض، عطاء لا ينتظر جزاءً ولا شكوراً، عطاء ينبثق من إيمان القيادة الرشيدة بأننا جميعاً نشترك في الهم وفي التطلعات، وأننا جميعاً أبناء هذه الأرض، منها أتينا وإليها العود. ولا يمكن التفريق بين جنس أو عرق أو دين أو طائفة.
كل هذه التصنيفات خارجة عن أطر التفكير لدى قيادتنا، وكل هذه الأنفاس الملوثة لا تعني شيئاً في رؤية القيادة، وكذلك الانبعاثات الإشعاعية الملوثة بغبار الاحتقانات والرواسب التاريخية، ونفايات المعتقدات الخاطئة.
اليوم الإمارات وهي تتصدر المشهد المالي العالي، تثبت للعالم أن العطاء غير المحدود له مخرجاته ومدخلاته، وأول المخرجات العطاء نفسه، وأول المدخلات تداخل العطاء مع حاجة الآخر، الأمر الذي يجعل أي بلد ينتهج هذه السياسة السامية عن كل عواصف النفس الأمارة، جعلت من المال الإماراتي فضيلة ينعم بها شعبها، كما تنعم شعوب العالم المحتاج قاطبة.
فلو نظرنا على الخريطة العالمية، سنجد أن في كل قطر من أقطار العالم هناك اسم الإمارات يوجد على لافتة مدرسة أو مستشفى أو شارع أو وحدة سكنية، هذا الانتشار الإماراتي على صفحات الجغرافيا، إنما هو دليل جلي على سمة الإمارات الجلية، خصال أهلها وأخلاقهم النابعة من الإرث التاريخي الذي تركه لنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، باني نهضة البلاد، ومؤسس بيئتها الرائعة.
هذه السجايا، هذه السمات والصفات نابعة من إيمان القيادة بأن الحياة قماشة مشتركة، نحن الذين ننسج خيوطها، ونحن الذين نلون نسيجها، كما أن ما يحدث اليوم في العالم من تهتك للبنية الأخلاقية، يثبت صحة رؤية الإمارات، ومدى جدارة القيادة الرشيدة في التعامل مع الزمن، كما أنه موجة والإمارات قارب يخوض غماره بذكاء الربان وحنكته وفطنته، وقدرته على وضع المعايير الإنسانية فوق كل اعتبار.
ولهذا السبب ينظر العالم اليوم إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بأنه رجل الإنسانية، صفة لم تأتِ من فراغ، وإنما هي وليدة سنوات من البذل، وسنوات من البناء، وسنوات من علاقات الود والرحمة التي تجمع الإمارات بدول العالم.
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.