استعرضت دراسة علمية أنجزتها باحثة سعودية في مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية التابع لجامعة الملك خالد، آلية الاستفادة من مستخلصات "النباتات الغَازيَة" وهي النبتات الدخيلة على البيئة المحلية في علاج بعض الظواهر البيئية، والعمل على تقييم اتجاه وحجم التغيّرات التي تُحدِثُها هذه النباتات وكيف يمكن تحقيق نتائج عكسية للأضرار المُتحققة من انتشارها، وذلك من خلال تطبيق الدراسة على مواقع مختلفة في منطقة عسير ، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
وعُرفت هذه النباتات الغازية على أنها الأنواع التي يتم نشرها خارج نطاقها الجغرافي الأصلي فتتكاثر وتنتشر في نطاقها الجديد وتهدد التنوع البيولوجي وتؤثر سلبًا على الغطاء النباتي، حيث تم تسجيل 48 نوعًا من هذه النباتات الضارة ومن أشهرها وأكثرها انتشارًا في جنوب غرب المملكة العربية السعودية أربعة أنواع هي "الأرجمون الأصفر Argemone ochroleuca ""، و"التبغ الأزرق Nicotiana glauca" "، و"التين الشوكي Opuntia dillenii""، و"البروسوبس "Prosopis juliflora.
وفي حديث لـ"واس"، أوضحت الباحثة ابتسام عوضة، أن هناك تأثيرات سلبية كثيرة لهذه النباتات على الغطاء النباتي، مشيرة إلى أن ذلك يتعدى إلى تأثيرها على الأمن الغذائي والاقتصاد والزراعة بشكل عام بسبب اتساع نطاقها ومنافستها للأنواع المحلية.
كما أن عملية انتشارها ستؤدي إلى إحداث تغيير في ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ المحلية وقد تتسبب في ﺍﻧﻘﺮﺍﺽ النباتات الأصلية و ﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻟﻸﻧﻮﺍﻉ المحلية وﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ, حيث أن الأنواع الغازية تُعد من أكبر مهددات التنوع الأحيائي وقد تسهم في نقص المياه وتعطيش النباتات الأخرى وزيادة الحرائق.
وأكدت الباحثة، أن هدف دراستها هو استكشاف طرق جديدة للحد من انتشار هذه النباتات الضارة وفي الوقت نفسه الاستفادة من بعض مستخلصاتها ومكوناتها الكيمائية في حل بعض المشكلات البيئية كونها تُعد مصدراً منخفض التكلفة ومتاحة بسهولة وغير مستغلة ، كذلك إيجاد حلول بديلة للمكافحة التقليدية الحالية والحد من انتشارها بمنهجية علمية مستدامة.
وخلصت الدراسة الميدانية لتأثير هذه النباتات إلى عدة توصيات من أهمها وضع خطة إستراتيجية من قبل الجهات المختصة ومراكز الأبحاث لدعم وتنفيذ أبحاث علمية معمقة حول خصائص هذه النباتات وكيفية الاستفادة منها في تصنيع منتجات مفيدة ، وفي الوقت نفسه الحد من انتشارها في البيئة الطبيعية، كذلك وضع خطة توعوية للمجتمع وتعزيز دوره في المكافحة وإعادة تأهيل واستزراع المناطق التي انتشرت بها النباتات الغازية بالنباتات المحلية.