صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية المنتهية ولايته، مارك ميلي، أمس الجمعة، بأن جيش بلاده لا يؤدي اليمين أمام "ديكتاتور طامح"، في إشارة على ما يبدو إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي شن هجوما لاذعا مؤخرا على ميلي وطالب بإعدامه.
واتهم ترامب، الأسبوع الماضي، ميلي بـ"الخيانة" وطالب بإعدامه، زاعما أنه تخابر مع الجانب الصيني دون عمله خلال فترة ولايته، وفقا لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
وقال ميلي في خطاب خلال حفل أقيم بمناسبة تقاعده في قاعدة ماير هندرسون بولاية فرجينيا : "نحن فريدون بين جيوش العالم، فلا نقسم على بلد ولا قبيلة ولا دين، نحن لا نؤدي اليمين أمام ملك أو ملكة أو طاغية أو دكتاتور طامح".
وأضاف : "بل نؤدي اليمين على الدستور ونقسم على فكرة أمريكا، وعلى استعداد للموت من أجل حمايتها".
* خلافات متصاعدة
وبحسب الصحيفة، كثيرا ما اشتبك ميلي، الذي عينه ترامب في عام 2018، مع الرئيس السابق أثناء خدمته تحت قيادته، ولا سيما فيما يتعلق بالحادث الذي وقع في كنيسة القديس يوحنا في واشنطن العاصمة، في يونيو عام 2020، خلال الاحتجاجات ضد العنصرية التي أشعلها مقتل المواطن الأمريكي ذو البشرة السمراء جورج فلويد.
وظهر ميلي لفترة وجيزة وهو يرتدي زيا عسكريا إلى جانب ترامب أثناء سيره عبر ميدان لافاييت لالتقاطه صورة تذكارية.
واعتذر ميلي لاحقا عن "خلق تصور عن تدخل الجيش في السياسة الداخلية"، فيما أثار الاعتذار غضب ترامب.
* رسالة طمأنة للصين
وبحسب كتاب "خطر" للصحفيين بوب وودوارد وروبرت كوستا، سعى ميلي خلال الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية لعام 2020، إلى ضمان الانتقال السلمي للسلطة عندما اتصل بنظيره الصيني ليؤكد له أن الحكومة الأمريكية "لن تهاجم أو تجري أي عمليات ضده".
وبعد الانتخابات، خوفًا من احتمال قيام ترامب بانقلاب، طلب ميلي من نوابه عدم تلقي أوامر من أي شخص دون علمه، كما ورد في الكتاب.
من جانبه، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن تعاون ميلي بأنه "لا يقدر بثمن"، قائلاً إنه "لا يتزعزع في مواجهة الخطر"، كما روى كيف ركض ميلي ذات مرة عبر جسر مفخخ بالألغام لمنع دبابتين قتاليتين تجليان القوات المصابة من عبوره".
ووصف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ميلي بأنه " محارب".