ويرى الوائلي أن استخدام مادة الأليكوبوند ليس السبب الرئيسي الذي أدى إلى تفاقم الحريق، مضيفا أنه "من المبكر أن نقيّم الحادث".
ويقول: "من خلال معرفتي بطرق البناء والتجاوزات (التي تحدث) من البلدية، السبب هو قصور الدوائر البلدية في متابعة إنشاءات من هذا النوع، خاصة وأن مواد البناء المستخدمة هي مواد قابلة للاشتعال وغير مقاومة للحريق".
استخدام الألعاب النارية
ويشاطر المعماري والأكاديمي العراقي الدكتور موفق جواد الطائي، الدكتور تغلب عبد الهادي الوائلي، الرأي في أن استخدام مادة الألكيبوند ليس السبب الرئيسي وراء اشتعال الحريق.
إذ يقول الطائي إن هناك أسباب عدة عززت من اشتعال النيران، بيد أن "السبب الأساسي هو استخدام الألعاب النارية، لأنه عند استخدامها داخل قاعة كبيرة الحجم كهذه يزداد الأمر تعقيدا لاسيما وأن مواد البناء غير مقاومة الحريق و لن تقاوم لمدة ربع ساعة".
كما يقول الدكتور تغلب عبد الهادي الوائلي إن "هناك أيضا قصوراً وسوء تصرف من إدارة الحفل لاستخدام الألعاب النارية في هذا المكان".
البحث عن جرارات لإيجاد مخارج الطوارئ
وتقول ريم غسان وهي ناشطة مجتمعية في منظمة السلام والحرية، متحدثة من قضاء الحمدانية لبي بي سي إن المنظمة تلقت اتصالات إغاثة من بعض الضحايا فور اندلاع الحريق في القاعة، طالبوا خلالها يإيجاد مخارج للفرار.
وأضافت إنه "لا يوجد باب للخروج سوى بابين: الباب الرئيسي وباب المطبخ. كان الوضع كارثيا لأنه خلال اللحظات الأولى للحريق، كان الموجودون يتصلون للسؤال عن جرارات لكسر الجدران" حتى يتمكنوا من الخروج من وسط من النيران المشتعلة.
وردا على هذا يقول الدكتور الوائلي إن "مخارج الحريق غير مدروسة بعناية، هذا إذا كانت موجودة أساسا".
كما يتساءل الدكتور الطائي "هل من الممكن أن تتضمن إجازة (البناء) أبوابا آمنة للحريق، لاسيما أنه لا توجد مخارج آمنة"، مضيفا أن الأشخاص الذين يعطون إجازات أو تصاريح البناء في بعض محافظات العراق قد يكونوا غير مختصين و قد لا يكونوا معماريين.
ويقول إنه "بالتأكيد هناك قصور من البلدية في تحديد مواد البناء خاصة في المناطق العامة ومباني التجمعات".
ويقول باسم العوادي المتحدث باسم الحكومة العراقية لبي بي سي "إن عدم وجود إجراءات سلامة يدل على أنه هناك جهات معينة سواء أن كانت البلدية أو غيرها لم تطبق إجراءات السلامة، أولم تقم باللازم وإلا فكيف تم منح الإجازة. بالنهاية لابد أن يكون هناك تقصيرا".
واستدرك العوادي في حديثه لبي بي سي، قائلا إنه "سُتطبق أشد العقوبات قانونياً على المقصرين الذين تهاونوا في عدم تطبيق إجراءات السلامة في هذه القاعة".
أجهزة طبية غير معقمة ومستشفيات غير مؤهلة
وتقول الناشطة المجتمعية في منظمة السلام والحرية، ريم غسان، إن المأساة ازدادت لأن المستشفيات كانت غير مؤهلة وغير كافية، كما أن الكثير من المصابين أصيبوا بتسمم لأن المعدات التي اُستخدمت لإسعافهم أوعلاجهم كانت "مسممة".
وتردف ريم في حديثها قائلة إنه بسبب الفوضى انقلبت إحدى سيارات الإسعاف في الطريق من الحبانية إلى أربيل وتوفي عدد من المصابين بسبب هذا الحادث.
ليس هذا فحسب، بل أضافت ريم أنه كانت هناك ثلاث سيارات إسعاف فقط في الحبانية كلها متوفرة لإطفاء الحريق و"كانت غير كافية لحجم الحريق وحجم القاعة".
ويقول خديدا خليف عيدو، عضو مجلس محافظ نينوى السابق إنه بعد سيطرة ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية عام 2014 على بعض مناطق سهل نينوى ومنها الحبانية وما تلاه من دخول القوات العراقية لاستعادة السيطرة على تلك المناطق، ساهم ذلك الصراع في محي بعض البنى التحتية هناك.
وعن هذا يقول باسم العوادي المتحدث باسم الحكومة العراقية "إن هذا الحادث لفت الانتباه إلى واقع مدينة الحمدانية وواقع سهل نينوى".
وقال إن رئيس الوزراء موجود اليوم هناك وسيتابع الموضوع بأدق تفاصيله فيما يتعلق بالُبنى التحتية، وسيكون هناك لقاء قريب له مع قادة الدفاع المدني "لمعرفة واقع عملهم وما الذي يحتاجونه".
كما قال العوادي: "في العراق التركيز دائما يكون على المدن الكبيرة. مراكز المحافظة تكون مجهزة. دائما للأسف تكون الإجراءات أقل تقديرا أو أقل تنفيذا كلما ابتعدنا عن مراكز المدن الكبيرة".